الناس يحبون من يتعامل معهم بتواضع، ويكرهون من ينظر إليهم نظرة استعلاء أو تكبر، خاصة في موقف المسؤولية، كمسؤولية الأبوة، أو مسؤولية الرئاسة، أو مسؤولية التعليم، وما شابه ذلك؛ والذي يُحدث جانبًا تأثيريًّا في الآخر، فتأتي قضية الاستعلاء تقطع الطريق ما بين الطرفين.
وقد دلت الدراسات قاطبة في المجتمعات الإسلامية والعربية والغربية على أن المربي والمعلم الذي لا يتعامل من خلال مبدأ التواضع واللطف والعطف هو شخص منبوذ عند الطرف الآخر! وكانت الخصائص المتعلقة بالتواضع والعطف هي رقم واحد عند طلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية في الدراسات المختلفة في أسباب انجذاب الطلاب للمعلِّمين.
وقد قمنا في الجامعة بدراسة مسحية حول هذه القضية ووجدنا أن القضية فعلًا مثل بقية الدراسات، وليست القضية هي الكم المعلوماتي، وليست القضية هي شكل المعلم وهندامه، وإن كانت هذه كلها مؤثرة بلا شك، لكنها لا تُساوى تأثيرها في قضية قيمة المعلم والمربي والأب حينما يكون متواضعًا، قال تعالى: وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ [لقمان:19]، هذه وصية لقمان لابنه، وإذا جاء التواضع جاء اللطف، وجاء التودُّد، وجاءت المحبة[1]تطبيقات تربوية - فنون التعامل مع الآخرين2 (بتصرف)..