بعض الطلاب الذين يُطبِّقون في التربية الميدانية ممن تخرَّجوا من كليات التربية أو سيتخرجون، حين ينزلون الميدان يسمعون من بعض الأساتذة الأساسيين (في المدرسة التي يُطبِّق أحدُهم فيها قبل أن يُصبح معلمًا رسميًّا) يقولون له: انتبه، لا تَلِنْ مع الطلاب؛ فإنهم لن يسمعوا لك أبدًا، وإنما لا بد أن تُريهم العين الحمراء -كما يقال- ولا تبتسم في وجوههم!
فيدخل المدرس الجديد ناسيًا كل ما درسه في التربية بسبب ما سمعه من هؤلاء المعلمين من الخبرات السلبية، فيقوم بتطبيقها، ويرى أن الطلاب صامتون، ولا يتحركون، وكأن هذا هو المعيار في نجاح العملية التربوية!
وهذا غير صحيحٍ، فالمعيار هو مدى شعور الطالب بالأمن والارتياح النفسي، ومدى شعوره بقابليته للنمو في الجانب العقلي والوجداني والمهاري، فإذا لم يتوفر الأمن والارتياح النفسي، ولم يتوفر المعلم المُؤثر؛ فلن يكون هناك أثرٌ، حتى لو كان الطالب صامتًا مُؤدَّبًا، ولا يتكلم، فليست القضية مرتبطةً بسكوته، وإنما لا بد أن يكون الفصل الدراسي مليئًا بالنشاط والحركة، والأخذ والعطاء، والسماع والمشاركة، وأن تُقام فيه ورشُ عملٍ، وما شابه ذلك، فهذه من الأشياء التي تُسهم في نجاح العملية التربوية[1]20- المربي الفعَّال.. المجالات (بتصرف)..
↑1 | 20- المربي الفعَّال.. المجالات (بتصرف). |
---|