المحتوى
مقدمة
حينما تكون الحاجة النفسية ومحاولة حماية الشباب -ذكورًا وإناثًا- في الأسرة من الوقوع في أمراضٍ نفسيةٍ -ولا سيما مرض العصر: القلق وما يُماثله- فنحن كذلك نحتاج أن ننتبه للقضايا الصحية الجسمية بالنسبة للشباب -ذكورًا وإناثًا-، فهذه حاجةٌ مهمةٌ جدًّا، ومسؤوليةٌ على الآباء، ذكورًا وإناثًا.
فحينما تحصل إصابةٌ واضحةٌ معينةٌ يحرص الآباء العقلاء -في الغالب- والأمهات على الذهاب بالأبناء إلى المستشفيات؛ حتى ينهوا القضية أيًّا كانت، وإذا كانت تحتاج لعمليةٍ -لا سمحَ الله- ... إلى آخر ذلك، لكن هناك قضيةٌ متعلقةٌ بالبناء الجسمي -البناء العضوي- الذي يرتبط بالبناء السليم، فالعقل السليم في الجسم السليم ... إلى آخره.
هذا البناء السليم للجسم مهمٌّ جدًّا في زمن كثرة الأمراض: كضغط الدم، والسكر، وقضايا (الكولسترول)، وما شابه ذلك من القضايا التي تُعيق الإنسان، وربما قلَّلت عمره في هذه الحياة إذا شاء الله ، ولو بقي مع هذه الأمراض لتعب، وكانت هناك أشياء قد تُتعبه في ممارسة حياته بطريقةٍ سليمةٍ.
إذن لا بد أن نُثقف أبناءنا في الجانب الصحي من خلال بعض المُعطيات الإيجابية إذا كنا نستطيع أن نملك شيئًا من خلال طريقةٍ مباشرةٍ نحن نمتلكها كمعارف، أو غير مباشرةٍ من خلال كتبٍ، أو من خلال بعض الاستضافات، أو من خلال بعض أجهزة الإعلام الجيدة في هذا الجانب.
فنحن نُعرّضهم إلى هذه القضية حتى يتثقَّفوا في الجانب الصحي والجانب الجسمي؛ فينتبهوا لهذه القضايا.
نوعية الغذاء وتجنُّب الضار
والناظر لواقع الشباب -وليس الأطفال- يعرف ضرر الحلويات والبطاطس بالنسبة لهم، فلم يعد ضررها خاصًّا بالأطفال وحدهم، بل أصبحت القضية الآن راكبةً حتى الشباب -ذكورًا وإناثًا-، فالصبغة التي كانوا عليها في الطفولة انتقلت إلى مرحلة الشباب، وهذه خطيرةٌ جدًّا جدًّا جدًّا.
فنوعية الغذاء، وكمية الغذاء، والرياضة؛ قضايا مهمةٌ جدًّا، فلا بد أن يكون الغذاء سليمًا من خلال النوع، ومن خلال الكم، هذه مهمةٌ جدًّا، ولا بد أن تُمارس الأسرة شيئًا من هذا القبيل، فبعض الأُسر تفتح القضية على مِصْراعيها، فلا يوجد شيءٌ اسمه: ممنوع، فإذا كان الطعام حلالًا انتهى الأمر، فهو يأكل ويأكلون، لكن أيضًا هناك مجالٌ للتوعية في هذا الجانب قدر المُستطاع.
فبعض الأُسر (الغازيَّات) عندها تكاد لا تكاد تُذْكَر، أو بعض أبنائها يُمارسون هذه القضية بإرادةٍ قويةٍ إيجابيةٍ.
وأيضًا نوعية الطبخ، وما يتعلق بقضايا المقليات، والدهون، و(الكربوهيدرات)، والنَّشويات، والسُّكريات، والقضايا المتعلقة بـ(الفيتامينات)، وما شابه ذلك.
فإدراك هذه القضايا، وتطبيقها أيضًا، ووضعها بين أيديهم، وتعود الأبناء على أن عندهم مأكولات نافعة ومُفيدة لهم ستُقلل من السلوكيات غير المُنضبطة في هذا الجانب، وتكون لهم ثقافةٌ، ويذكرون أن آباءنا وأمهاتنا ربُّونا على هذا الجانب، فتتربى أجيالٌ بعد أجيالٍ على مثل هذه القضية.
فنوعية الغذاء وإدراكه من الناحية المعرفية والعلمية، وكذلك تطبيقه في أجواء البيت قدر المُستطاع قضيةٌ مهمةٌ جدًّا.
العناية بالرياضة
الرياضة قضيةٌ مهمةٌ أيضًا: الحركة، والمشي، وممارسة الرياضة، حتى لا تكون القضية مجرد لهوٍ، وإنما هي أيضًا قضيةٌ لبناء الجسم؛ حتى يُصبح الإنسان قويًّا، والمؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ[1]أخرجه مسلمٌ (2664)..
هذه قضيةٌ من حاجات الشباب -ذكورًا وإناثًا- يحتاج أن ينتبه لها بهذه الدقة، ليس فقط من أجل علاج الأمراض المعروفة، ... إلى آخره، وإنما حتى في البناء الجسمي الغذائي السليم، والاستشارة في هذا الجانب، وكذلك البناء الرياضي السليم، والاستشارة في هذا الجانب.
أسأل الله لنا ولكم ولهم التوفيق والسداد، والصحة والعافية، والإيمان.
↑1 | أخرجه مسلمٌ (2664). |
---|